الجمعة، 26 ديسمبر 2008

أمطار الشتاء


وقفت في شرفتي ناظرة للسماء
وبرد الشتاء قد اقترب
أنظر للعنان وقد تزاحمت بها السحب
فارتسمت على وجهي ابتسامة
مترقبة بداية حفلٍ طَرِب

هطلت الأمطار في غير أوان
فلم تترك قطارتها زاوية أو ضاحية أو ميدان
فكل سواء تحت قطرات المطر
فافترشت قطارتها متسابقة... كل مكان

فُتِحت أبواب السماء
فهنالك في نافذة...أُماً تبتهل بدعاء
وتعالت ضحكات فتياتٍ
تراقصن تحت أمطار الشتاء
وفي منزل ما فتاة تألمت لذكرى
فأراها أجهشت بالبكاء
وربما انقشع هم مهموم...استبشارا
فترَقَب أن يزف اليه

ما يزيح همه من أنباء

وفي ضاحيةٍ...التفت أسرة تتسامر
وقد أُثُقِلَ كاهل ربها بالأعباء
ولكنهم جمعهم الحب والتفاهم
فملأ الدِفء نواحي منزلهم الصغير
بالرغم من برودة الأجواء


تجولت بنظري في الشارع
وقد امتزجت به الصيحات
صيحات أطفال... يركضون ويلهون
أصوات أصدقاء...يتهامسون ويضحكون
ضوضاء السيارات...في زحام الطريق
تنهدات فؤاد تحطم وتمنى للأمل بريق

وفي غضون لحظات
انبعثت خيوط الشمس
ذهبية...كسنابل القمح
خارقة...كالرمح
فدوام الأحوال ليس من طبع الزمان
فيتغير الظرف ما بين يوم ويوم
ويأتي العفو من بعد لوم
ويوصل أمل انقطع منذ دهر
ويأتي النصر من بعد قهر
وتنعش الذكريات عقولا أصابها النسيان
وتُمحى أحزان فلا يكون لها مكان
ويفيض الكلام من قلوب أثقلها الكتمان
وستنتعش أرضا يابسة طال انتظارها للماء
وستتوقف حِداق من ذرف دمع...
كما توقف دمع السماء



هناك تعليق واحد:

shimaa fekry يقول...

ياسيدى ياسيدى
ماشى يا عم المطر
ناس ليها المطر وناس ليها الالفى
:))))
مبروك الف الف مبروك